يبدو أن كل من يدخل مرحلة العالمية في الفن تحاصره الشائعات وخصوصا شائعة التطبيع لاسرائيل.. فقد سبق ان طالت الشائعات (الفنان عمر الشريف بأنه من اصول يهودية واليوم دخل الفنان الشاب عمرو واكد تلك المرحلة بعد ان شارك في العديد من الأفلام العالمية التي أثارت حوله ضجة كبيرة منها 'سريانا و'قتل توم هرندل'.
ماهي الرسالة التي يحملها فيلم جنينة الأسماك أحدث أفلامك؟
من وجهة نظري الرسالة التي عبر عنها الفيلم هي أننا أصبحنا كشعب ومجتمع تسيطر علينا لغة الخوف. التي باتت تطغي علي كل شيء في الحياة.
ما رأيك في توقيت عرض الفيلم؟
هذا الأمر يرجع للموزع، ولكن هو فيلم خاص جدا وكان من الضروري ان يعرض في توقيت أفضل من ذلك.
ماذا تعني بكلمة فيلم خاص؟
أقصد انه فيلم موجه لشريحة من الجمهور التي تحب السينما فعلا، فهو ليس فيلم من نوعيه الافلام الخفيفة التي تحمل رسالة للتسلية والامتاع وتجذب المشاهد من أجل مشاهدة الفيلم وهو يتناول 'فشار' علي سبيل المثال ، فهو ليس فيلما ترفيهيا وانما هو يعتمد في المقام الاول علي الفكر للتفكير في كل شيء قبل الاقدام عليه ويدعو الجمهور لذلك.
هل نحن بحاجة إلي هذه النوعية من الافلام في الوقت الحالي؟
من المؤكد أن وجود هذه الأفلام أصبح مطلوبا ونحن نضع كل الاصناف علي مائدة المشاهد ونترك له حرية التذوق،
بعض الآراء تقول بأن هناك مشاهد في الفيلم لم تعجب الجمهور منها استخدام طريقة سرد الحكايات بين الابطال؟
من وجهة نظري هذا الطريقة جديدة في الساحة الفنية واعجبت بها عند قراءتها في السيناريو لأنها طريقة بسيطة.
كيف يري عمرو واكد شخصية يوسف التي جسدتها في الفيلم؟
هي شخصية طبيعية لديه احساس دائم بالخوف من أشياء يخاف منها كل الناس منها الخوف من الحب والسعادة، وهو يعيش حياة مريرة.
وفي نفس الفيلم هناك علاقة الابن بأبيه والتي تحمل الكثير من علامات الاستفهام ؟ وضح ذلك؟
هي علاقة تحمل معاني 'مريرة' بها ألم كبير لان الابن طبيب والاب يعاني من مرض مزمن ولم يستطع ابنه معالجته فالعلاقة بها ألم كبير ويحاول الأب جاهدا طول الوقت ان يرضي ابنه.
وهل من الممكن ان الخوف يتملك عمرو واكد كما حدث لشخصية يوسف واصبح لا يغادر سيارته وينام فيها؟
عمرو واكد طبعا 'بيخاف' ولكن خوفي بداخلي واتقوقع عليه ولا أملكه من نفسي.
عمرو واكد بيخاف من ايه؟!
عمرو واكد بيخاف من أشياء كثيرة أولها المستقبل وعملي فأصبح الخوف مسيطرا علي الانسان وأتخلص منه عن طريق عدم ظهوره وعدم السيطرة، فأننا أصبحنا ببساطة نعيش في مجتمع يتملكه الخوف. كما ان هذا امتد إلي أكبر الدول الان 'أمريكا' فأصبح شعبها يعيش في خوف ورعب من العرب والحكومة هي السبب في ذلك.
هل اتجاهك للكتابة والانتاج ناتج عن الخوف من المستقبل؟
هنا الامر يختلف واحترافي الكتابة واقتحامي عالم الانتاج السينمائي لا يعني خوفي من المستقبل وانما هو طموح ظللت أحلم به حتي تم تحقيقه علي أرض الواقع لذلك فاني لم اتسرع فيه وتركت الامور تأخذ مسارها الطبيعي، لان لي هدف اسعي لتحقيقه وهو تقديم سينما حقيقية هادفة وتعبر عن عروبتنا وتراثنا.
شخصية يوسف رغم انطوائها إلا أنها دائما شخصية سوية واجتماعية هل عمرو واكد في الحقيقة يسعي لنفس الغرض وهو أن يرتدي أقنعة نتيجة حصاره بالاضواء؟
في مجال الفن الأقنعة المزيفة أمر طبيعي لأن هذه هي مهنتي الاساسية وهي تجسد اشخاص فأستخدم عددا من الاقنعة ليتحقق الغرض اما في الحقيقة فأنني في بعض الاحيان ألجأ إليها ان لزم الامر ولكن ليس بكثرة لان هناك مواقف تستدعي ان تظهرها وهناك مواقف اخري تستدعي ان تخفيها.
ماهو رد فعلك عندما عرض عليك فيلم 'جنينة الاسماك'؟
عندما عرض علي الفيلم إنتابني حالة من السعادة والفرح بان هناك فيلم يقدم قيمة فنية وسعدت عندما علمت بأنني سأتعامل مع مخرج كبير مثل يسري نصرالله لانه متمكن من أدواته ويعرف كيف يدير فريق العمل كله وكذلك المؤلف ناصر عبدالرحمن الذي تجتمع فيه مواصفات المخرج يسري نصرالله.
كيف تنظر إلي العالمية؟
أصبحت العالمية ليست حلم صعب المنال فقد قمت بعمل فيلم امريكي وهو 'سريانا' مع جورج كلون واكتشفت ان الفرق بيننا ليس الامكانيات لاننا نمتلك امكانيات ولدينا القدرة علي ان تكون اعمالنا متميزة ولكن ينقصنا القدرة علي نبدع ونبتكر في مجال الفن فنحن ينقصنا قصة الفيلم ذات المغزي.
في رأيك هل من الممكن أن مصر تستقطب السينما العالمية مثل بعض الدول العربية كالمغرب وتونس؟
لدينا امكانيات ولدينا القدرة علي إستقطاب السينما العالمية ولكن هناك بعض المعوقات التي تحيل تحقيق ذلك ولا داعي لذكرها فنحن أهل الفن نعلمها جيدا ونحاول ان نزيلها فالدول العربية استقطبت السينما العالمية لديها جميع الامكانيات التي تؤهلها لذلك، عندما ننظر إلي الدخل الذي يحققه العرب من خلال استقطابه للسينما العالمية فأنه يعني المليارات، ونحن هنا ننظر إلي إيرادات الآفلام التي ترصد كل موسم والتي لاتتعدي حاجز ال 60 الف جنيه.
لذلك فنحن نسعي جاهدين أن نحطم كل المعوقات التي تحيل تحقيق الهدف المرجو كما ان هذا الأمر ليس بعيد المنال والدليل هو مشاركة الفنانين المصريين والعرب افلامهم.
مارأيك فيما تقدم علي الساحة الفنية الان؟ خاصة وانه سبق ان صرحت ان كل مايقدم لأ يمت للسينما بصلة؟
لست اقصد هذا والدليل أنني ممثل مصري واشارك في الأعمال السينمائية المصرية ولكن مايقدم علي الساحة الفنية في تطور مستمر وهناك تنوع في الافلام المعروضة ولكن نحتاج لبعض من التحسين.
ما هي الأعمال التي قدمتها وندمت عليها؟
ندمت علي أعمال قدمتها للسينما بسبب منتجيها لأنهم نصبوا علي في الاجر، رغم أن طبيعتي يجعلني انسحب مباشرة لمجرد الشعور بهذا ولكن في هذه المرة لا أعرف ما السبب في عدم انسحابي من هذه الأفلام لذلك فانني نادم عليها ، كما اني لم أكرر التعامل معهم.
كما اني قدمت العديد من الأعمال وندمت علي عملها لأنها اعمال ليست ذات قيمة فنية.
ما رأيك في قرارات نقابة المهن السينمائية؟!
هذه القرارات غير صحية لان وجود الفنانين العرب ظاهرة جيدة كما انهم لا يسببوا ضررا لأحد واذا كانت قرارات الدكتور أشرف زكي تهدف إلي تنظيم العملية الفنية ، فيمكن تحققه عن طريق الاختبارات التي يمر من خلالها الممثل ويتحدد بعدها اذا كان لائقا أو غير لائق فاذا كان لائقا فمن حقه الحصول علي العضوية وأن يعمل بمصر اما اذا كان غير لائق فمن الافضل ان يعود الي بلده يعمل بها كذلك الفنانات العرب فالتي تعتمد علي جسدها ليست لها قيمة في بلادنا كما أن المسألة ليست بالكم بل هي بالكيف، فلا نستطيع ان نحدد كم الأعمال التي يشارك فيها الفنان.
فأنأ حاصل علي عضوية النقابة من نقابة المهن الفنية بأمريكا واشارك في عدد من الاعمالي خارج مصر.. ولكن الشرط الوحيد لمشاركة في كل هذه الأدوار هو أعمالي الفنية ونجاحي في الاختبارات التي مررت بها.
ماهي مشروعاتك القادمة؟
أبدأ تصوير فيلم 'إبراهيم الأبيض' بمجرد انتهاء أحمد السقا من فيلمه الأخير 'الديلر' ويشاركني فيه هند صبري وأحمد السقا ومحمود عبدالعزيز وهو دور مختلف أجسد فيه شخصية خريج إصلاحية احداث يتعاطي مخدرات ويهرب اسلحة.
كما إنتهيت من كتابة أحداث فيلم 'عنترة بن شداد' حيث كنت أحضر له منذ 7 اعوام وهو يحكي قصته ولكن في اطار الاكشن أننا في حاجة ماسه لظهور البطل العربي في افلامنا فنحن لدينا تاريخ طويل ولكن لم نستغله كما أن هذا الفيلم يوجه من خلاله رسالة وهي ان لدينا أبطالا يستحقون ابرازهم علي الساحة الفنية وفي نفس الوقت افلاما هادفة، كما ان الجمهور يحتاج لرؤية مشاهد الخيول والحروب بشكل فني والفيلم من انتاجي وبطولتي. أما العمل الاخر فهو فيلم 'مصري ايطالي' يتحدث عن 11 سبتمبر وهو يحكي عن شاب مهاجر خارج وطنه وتحدث العديد من المشاكل وما يتعرض له الشباب. بسبب احداث 11 سبتمبر ومايتعرض له العرب بعد هذا الحادث ولم يتحدد حتي الآن البطلة وأن كانت جنسيتها إيطالية.
والاخراج ل 'ماجد المهدي'.
وما رأيك فيما تردد حول الفيلم البريطاني 'قتل توم هرندل'؟!
ارفض كل الاتهامات التي وجهت له بالتطبيع مع اسرائيل بشأن مشاركتي في الفيلم الذي تم تصوير مشاهده في الاردن داخل مخيم فلسطيني. وليس في الاراضي الفلسطينية والفيلم في اعتقادي محاولة من جانب البريطانيين لتحسين صورتهم امام العرب والفيلم فرصة لتوضيح أن الشعب الفلسطيني في مأساة انسانية حقيقية.
وأجسد في الفيلم شخصية شاب فلسطيني يقوم بالارشاد عن كيفية مقتل ابنه في المظاهرة وخلال الرصد يكتشف الرجل ان مصيبته في ابنه أقل بكثير من الآلام الفلسطينية والفيلم هو ثالث تجربة لي بعد 'سيريانا وبين النهرين'.
وتدور احداث الفيلم حول واقعة مقتل ناشط السلام البريطاني توم هرندل عام 2004 اثناء تظاهره في رفح ضد ممارسات الجيش الاسرائيلي إثر اصابته بطلقة نارية أطلقها القناص الاسرائيلي وكان توم يحاول استخدام جسده كدرع لحماية الأطفال الفلسطينيين.
السبت أغسطس 02, 2008 9:05 pm من طرف Belal
